اسم المؤلف: محمد أمجد عبد الرزاق بيات
دار النشر: دار الميمنة - المدينة المنورة
صيغة الكتاب: غلاف ورق شمواه
تاريخ النشر: 1439-2018
مقاس الكتاب: 17×24
عدد الصفحات: 135
====================
خلق الله البشر مختلفي الطبائع متبايني الافهام والعقول والمدارك ولما كانت حظوظهم من العلم متفاوتة كان الاختلاف بينهم في الاجتهادات أمرا طبيعيا ولما كان الخلاف قديما وحديثا قد يتفجر أحيانا وقد يفتر أحيانا أخرى وقد يدور في زمن حول مسائل معينة وقد تكون الموجة مع فرقة أو مذهب ثم تؤول الصدارة لغيره.
ومهما كان القدر الكوني في حصول الاختلاف ووقوعه فإننا مأمورون شرعا يتجنب أسبابه ومطالبون بالحد من آثاره فحين نزل قوله تعالى: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) قال صلى الله عليه وسلم (أعوذ بوجهك)، (أو من تحت أرجلكم) قال صلى الله عليه وسلم (أعوذ بوجهك) فلما نزلت (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال (هاتان أهون أو هذا أيسر).
وقد عقب ابن تيمية على هذا الحديث: (وهذا لابد أن تقع الذنوب من هذه الأمة ولا بد أن يختلفوا فإن هذا من لوازم الطبع البشري لا يمكن أن يكون بنو آدام إلا كذلك).